غزوات العصر النبوي
أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم, بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن 7 م، وذلك بعد أن شرع القرآن للمسلمين الجهاد حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامي أو ما يطلق عليه الجهاد.
خلفية تاريخية
شرع الجهاد لأول مرة في الإسلام خلال العهد المدني، وقبل ذلك كان المسلمون مأمورين بعدم استعمال القوة في مواجهة غير المسلمين وأذاهم، تم تشريع الجهاد دفاعاً عن النفس فقط في أول الأمر: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}
(الحج:39)
ثم تم تشريع مبادرة العدو للتمكين للعقيدة من الانتشار دون عقبات، ولصرف الفتنة عن الناس ليتمكنوا من اختيار الدين الحق بإرادتهم الحرة {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله}
(البقرة:193)
تعددت غزوات الرسول محمد حتى بلغت ما يقارب 28 غزوة وتعدد معها أسبابها.
تعريف الغزوة
الغَزْوُ: السيرُ إِلى قِتالِ العَدُو، والغزوة المرَّةُ من الغزو، والجمع غزوات كشهوات، وغزو العدو إنما يكون في بلاده
التبرير الديني
جاء في القرآن « قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ »
التوبة29.
عدد الضحايا
بلغ عدد الضحايا في كل معارك الرسول محمد ما يقارب الألف قتيل من الطرفين، منهم 600 من يهود بني قريطة قتلوا قضاءا لا قتالا نتيجة لغدر اليهود بالمسلمين
إحصائيات
بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول 28 غزوة.
كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال والباقي حقق أهدافه دون قتال.
من ضمن هذه الغزوات خرج الرسول إلى 7 غزوات علم مسبقاً أن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين.
استمرت الغزوات 8 سنوات (من 2 هجري إلى 9 هجري).
في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات.
بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة وسرية
يـتـبـع...
بـــإذن الله
معركة الأبواء أو غزوة ودان
هي أولى المعارك التي خاضها محمد صلى الله عليه وسلم رسول الإسلام، وكانت في شهر صفر سنة 2 هـ.
خرج محمد عليه الصلاة والسلام بنفسه حتى بلغ ودان فوداع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة مع سيدهم مخشي بن عمرو ثم كر راجعا إلى المدينة ولم يلق حربا وكان استخلف عليها سعد بن عبادة بعث حمزة بن عبدالمطلب ثم بعث عمه حمزة في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم أنصاري إلى سيف البحر فالتقى بأبي جهل بن هشام وركب معه زهاء ثلاثمائة فحال بينهم مجدي بن عمر والجهني لأنه كان موادعا للفريقين بعث عبيدة بن الحارث بن المطلب وبعث عبيدة بن الحارث بن المطلب في ربيع الآخر في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين أيضا إلى ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقوا جمعا عظيما من قريش عليهم عكرمة بن أبي جهل وقيل بل كان عليهم مكرز بن حفص فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص رشق المشركين يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله وفر يومئذ من الكفار إلى المسلمين المقداد بن عمرو الكندي وعتبة بن عزوان ما فكان هذان البعثان أول راية عقدها محمد ولكن اختلف في أيهما كان أول وقيل إنهما كانا في السنة الأولى من الهجرة وهو قول ابن جرير الطبري.
معركة بواط
أو غزوة الأبواء ثاني غزوة غزاها محمد رسول الإسلام فخرج بنفسه في ربيع الآخر من 2 هـ واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون فسار حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ثم رجع ولم يلق حرباً.
قال ابن إسحاق ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا .
قال ابن هشام : واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون .
قال ابن إسحاق : حتى بلغ بواط ، من ناحية رضوى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا ، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى .
وبواط جبلان فرعان لأصل وأحدهما : جلسي ، والآخر غوري ، وفي الجلسي بنو دينار [ موالي بني كليب بن كثير ] ينسبون إلى دينار مولى عبد الملك بن مروان .
ذكر فيه استخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة السائب بن مظعون وهو أخو عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح ، شهد بدرا في قول ابن إسحاق ، ولم يذكره موسى بن عقبة في البدريين وأما السائب بن عثمان وهو ابن أخي هذا ، فشهد بدرا في قول جميعهم إلا ابن الكلبي وقتل يوم اليمامة شهيدا